احتلت القضايا الإنسانية والأمنية في المناطق التي تسيطر عليها القوات الموالية لسلطة الرئيس عبدربه منصور هادي، خاصة في محافظتي تعز وعدن والتي شهدت مؤخرا حوادث أمنية عديدة، والوضع الإنساني في محافظة تعز، الأولوية في الاهتمام الحكومي المحلي والدولي نظرا لوصوله حد الخطر، فيما احتل الوضع الأمني في محافظة عدن أولوية للحكومة اليمنية، إثر وقوع العديد من العمليات والاختلالات الأمنية وفي مقدمتها عمليات الاغتيال التي هيمنت على المشهد الأمني في عدن.
وتضاعفت الأولوية للجانب الأمني في محافظة عدن نظرا لاعتمادها عاصمة مؤقتة للبلاد وانتقال الرئيس عبدربه منصور هادي لممارسة أنشطته الرئاسية منها، فيما يتوقع أن ينتقل رئيس وبقية أعضاء الحكومة للاستقرار فيها قريبا.
وبشأن الوضع الإنساني في محافظة تعز أصدر منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة لدى اليمن جيمي ماكغولدريك، تقريره السبت حول الزيارة الأممية الأولى التي قادها الخميس الماضي إلى محافظة تعز تلقت «القدس العربي» نسخة منه قال فيه «لقد عدت لتوي من زيارة قمت بها إلى محافظتي تعز وإب والتي ذهبت إليهما بصحبة عدد من كبار مسؤولي الأمم المتحدة بهدف الاجتماع بالسلطات المحلية والجماعات المسلحة، ولأشهد بنفسي الأوضاع الإنسانية التي تمر بها ومناقشتها أثناء لقائي بالسلطات المحلية».
وأوضح «قمت في جزء من هذه الرحلة أيضا بزيارة إلى مدينة تعز لأشاهد عن كثب الأوضاع الإنسانية التي تعيشها المدينة، حيث وجدنا أن هناك صعوبة في وصول المساعدات الإنسانية إلى ثلاث مديريات داخل المدينة ولفترة امتدت لعدة أشهر، وإننا نسعى سوية مع الأطراف الميدانية للتوصل إلى آليات تضمن الوصول الدائم للمساعدات دون قيد أو شرط».
وأضاف «شاهدت الأضرار الناجمة عن النزاع في المدينة التي تتألف من ثلاث مديريات، إضافة إلى تلك التي لحقت بالبنية التحتية بشكل خاص، كما رأيت الصعوبات التي يواجهها السكّان هناك».
وحول الوضع المعيشي والتمويني الصعب الذي تعيشه مدينة تعز قال «لم أر سوى عدد قليل جدا من المتاجر تفتح أبوابها، حيث تعاني المدينة من نقص حاد في كميات المواد الغذائية والسلع الأساسية الأخرى الضرورية للبقاء على قيد الحياة.. وان مدينة تعز تشهد شحّة في الخدمات الأساسية، بما في ذلك عدم إمكانية الحصول على المياه والوقود».
مشيرا إلى أنه قام بزيارة إلى مستشفى الثورة العام التي تعد أكبر المستشفيات الحكومية في المدينة وقال «تعرض للقصف مرات عديدة ولم يسلم هذا المستشفى، كغيرة من المستشفيات الأخرى في اليمن، من أضرار النزاع، ويجب أن تتم حمايته من أي هجمات وفقاً لأحكام القانون الدولي الإنساني».
موضحا أن هذا المستشفى، الذي يعدّ واحد اً من المرافق الصحية القليلة العاملة في المدينة، «يعاني من شحّة حادة في كمّيات المستلزمات الطبية لديه وتواصل الطواقم الطبية في تعز عملها، على الرغم من المخاطر التي تواجهها، وتعمل هذه الطواقم غالباً دون أجور تتلقاها مقابل عملها في ظروف لا تتوفر فيها سوى موارد ضئيلة للغاية». وأضاف «لقد شاهدت في كل مكان مررت به حجم الأذى الذي يلحق بالنساء والرجال والأطفال بسبب النزاع، والذين عاشوا في هذه المدينة تحت هذه الظروف الصعبة لعدة أشهر».
وفي الوقت الذي قال فيه المسؤول الأممي «رأيت بعض المواد الغذائية واسطوانات غاز الطبخ وغيرها من المواد التي جرى إدخالها إلى المدينة»، قال سكان محليون في تعز لـ»القدس العربي» ان ميليشيا الحوثي والمخلوع علي صالح الذين يفرضون الحصار على المدينة سمحوا فقط بدخول ثلاث شاحنات محملة بالمواد الغذائية إلى المدينة أثناء تواجد الوفد الأممي، بينما أغلقوا المنفذ تماما بعد مغادرة الوفد للمكان، وكأن السماح بذلك كان محاولة منهم للظهور بأنهم لا يحاصرون المدينة.
وكان السكان المحليون في تعز يطمحون إلى أن يبقى الوفد الأممي لعدة ساعات في المنفذ الذي تسيطر عليه ميليشيا الحوثي وصالح حتى يتم إدخال كافة الشحنات المخصصة لمدينة تعز من المساعدات الإنسانية الدولية، حتى ينقذ المدينة التي تتعرض للموت البطيئ منذ نحو تسعة أشهر إثر الحصار الجائر عليها من قبل الحوثيين وأتباع المخلوع علي صالح الذين يسيطرون على كافة مداخل مدينة تعز، فيما تتمركز المقاومة الشعبية والقوات الموالية للرئيس هادي داخل المدينة.
وناشد ماكغولدريك السلطات والجماعات في تعز «أن يعملوا مع الأمم المتحدة على وضع آلية من شأنها أن تسمح بالعبور المنتظم والمستمر لهذه السلع وغيرها من السلع في مدينة تعز».
إلى ذلك ما زال الملف الأمني في محافظة عدن يحظى بالاهتمام والأولوية القصوى لدى السلطة بعد أن تحسن الوضع الإنساني فيها إلى حد كبير وانتظمت عمليات دخول المساعدات الإنسانية إليها.
وجاء هذا الاهتمام الحكومي بالوضع الأمني في عدن على خلفية العديد من عمليات الاغتيال التي طالت بعض قيادات الصف الأول والثاني من السياسيين والأمنيين والقادة العسكريين وأعضاء السلك القضائي، بشكل ممنهج ومدروس يعطي مؤشرا بأن وراءه جهة واحدة تختار أهدافها بعناية بغرض تصفية الشهود على الجرائم التي ارتكبت في عهد رئاسة المخلوع علي صالح للبلاد.
وتعمل السلطة اليمنية حاليا برئاسة هادي وبمساعدة دول التحالف على تشكيل أجهزة أمنية واستخباراتية نوعية في محافظة عدن كنواة لاستكمال تشكيلها في بقية المحافظات التي تسيطر عليها القوات الموالية للسلطة برئاسة هادي.
للحصول على أهم الأحداث أولاً بأول من مندب برس في التليجرام على الرابط التالي :
https://telegram.me/mandab_press





