أكد منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك منع الانقلابيين دخول المواد الغذائية والطبية على أجزاء من مدينة تعز ووصف حجم الدمار الهائل الذي طال المدينة بسبب الحرب التي شنها المتمردون.

وقال منسق الشؤون الانسانية في بيان تسلمت «البيان» نسخة منه: «عدت من زيارة قمت بها إلى محافظتي تعز وإب ذهبت إليهما بصحبة عدد من كبار مسؤولي الأمم المتحدة بهدف الاجتماع فيهما بالسلطات المحلية والجماعات المسلحة، ولأشهد بنفسي الأوضاع الإنسانية التي تمر بها ومناقشتها سوية مع قضايا تتعلق بالوصول وذلك أثناء لقائي بالسلطات المحلية».

وأضاف: «قمت في جزء من هذه الرحلة أيضا بزيارة إلى مدينة تعز لأشاهد عن كثب الأوضاع الإنسانية التي تعيشها المدينة. وكانت هناك صعوبة في وصول المساعدات الإنسانية إلى ثلاث مديريات داخل المدينة ولفترة امتدت لعدة أشهر، وإننا نسعى سوية مع الأطراف الميدانية للتوصل إلى آليات تضمن الوصول الدائم دون قيد أو شروط».

معاينة الأضرار

وقال المسؤول الدولي إنه شاهد الأضرار الناجمة عن النزاع في المدينة التي تتألف من ثلاث مديريات، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية بشكل خاص، كما رأى الصعوبات التي يواجهها السكّان. وأردف: «لم أر سوى عدد قليل فقط من المتاجر تفتح أبوابها، وتعاني المدينة من نقص في كميات المواد الغذائية والسلع الأساسية الأخرى الضرورية للبقاء على قيد الحياة. وتشهد المدينة شحّة في الخدمات الأساسية، بما في ذلك إمكانية الحصول على المياه والوقود. وقمت خلال رحلتي في المدينة بزيارة إلى مستشفى الثورة الذي تعرض للقصف مرات عديدة. ولم يسلم هذا المستشفى، كغيره من المستشفيات الأخرى في اليمن، من أضرار النزاع».

وشدد على ضرورة حماية المستشفى من أية هجمات وفقاً لأحكام القانون الدولي الإنساني. ويعاني هذا المستشفى، الذي يعدّ واحداً من المرافق الصحية القليلة العاملة في المدينة، من شحّة حادة في كمّيات المستلزمات الطبية لديه. تواصل الطواقم الطبية في تعز عملها، كغيرها من الطواقم الطبية في أماكن أخرى من اليمن، على الرغم من المخاطر التي تواجهها، وتعمل هذه الطواقم غالباً دون أجور تتلقاها مقابل عملها في ظروف لا تتوفر فيها سوى موارد ضئيلة للغاية.

معاناة النساء والأطفال

وروى المسؤول الدولي مشاهداته في كل مكان مر به حجم الأذى الذي يلحق بالنساء والرجال والأطفال بسبب النزاع، والذين عاشوا في هذه المدينة تحت هذه الظروف الصعبة لعدة أشهر، معبراً عن تفاؤله وامتنانه للدعم الذي تلقوه من جميع الأطراف للوصول إلى مدينة تعز وكذا للنقاشات التي أجراها حول الوصول إلى السكان الذين يحتاجون إلى المساعدات.

وأوضح انه رأى بعض المواد الغذائية واسطوانات غاز الطبخ وغيرها من المواد يجري إدخالها إلى المدينة. وناشد السلطات والجماعات أن يعملوا مع الأمم المتحدة لوضع آلية من شأنها أن تسمح بالإتاحة المنتظمة والمستمرة لهذه السلع وغيرها من السلع في مدينة تعز.

حجز المساعدات

إلى ذلك، أشارت السلطة المحلية في تعز بأنه تم فتح منفذ الدحي بالتزامن مع دخول الوفد ولأول مرة والسماح بإدخال كمية صغيرة من المواد الغذائية محملة على 3 قاطرات والتي تم تفريغها إلى 20 شاحنة صغيرة من أصل 286 قاطرة مقدمة من برنامج الغذاء العالمي للمدينة لتبقى 283 قاطرة محتجزة خارج المدينة من قبل المليشيات.