تفاقمت الخلافات بين طرفي الانقلاب في اليمن وخرجت إلى العلن وشارك فيها قيادات في جماعة الحوثي مستهدفة شخص الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
ومع اقتراب العمليات العسكرية من صنعاء وفتح اكثر من سبع جبهات للقتال، واستمرار تدريب الآلاف من أفراد الجيش الوطني، شن الانقلابيون الحوثيون هجوما عنيفا على الرئيس المخلوع وأتباعه محملينهم مسؤولية تفشي الفساد في أجهرة الدولة داخل المناطق التي يسيطرون عليها، في محاولة لنفي تهمة الفساد عن قادة الجماعة الذين نهبوا المؤسسات العامة تحت غطاء اللجان الثورية، كما يديرون سوقا سوداء ضخمة لبيع المشتقات النفطية وأغرقوا المؤسسات الحكومية بآلاف الموظفين وعينوا قيادات في مختلف الوزارات.
ممارسات إقصائية
الممارسات الإقصائية للحوثيين ضد اتباع الرئيس السابق بلغت ذروتها بإبعاد معظم تلك القيادات عن الوزارات والمصالح الحكومية ومحاولة قتل قيادي بارز في حزب الرئيس السابق وطرده من مقر عمله في رئاسة الوزراء بسبب اعتراضه على الانتقادات التي يوجهها الحوثيون للرئيس المخلوع وتهديده بنقد زعيم الجماعة.
قيادات في جماعة الحوثي حاولت تبرير انتشار الفساد وتدمير مؤسسات الدولة برفض حزب المخلوع الإعلان الدستوري الذي اصدرته الجماعة عقب سيطرتها على صنعاء، ورفضه فكرة تشكيل حكومة بديلة للحكومة الشرعية، فيما كشف ناشطون في حزب الرئيس السابق عن عمليات نهب وفساد كبيرة يرتكبها قادة الحوثيين في قطاعات هامة وبالذات قطاع النفط والسيطرة على المواقع الإدارية في اجهزة الدولة من خلال تعيينات لأشخاص لايحملون أي مؤهلات ولا تتوفر فيهم شروط شغل الوظائف.
تهديد بالاعتقال
ومع سعي الرئيس المخلوع لفتح اتصالات سرية مع دول التحالف لضمان حصوله على خروج آمن زادت الانتقادات التي يوجهها الانقلابيون الحوثيون لشخصه وهدد بعض نشطائهم باعتقاله، وقام آخرون بتمزيق صوره التي كانت ترفع في النقاط المسلحة المشتركة المنتشرة في مداخل صنعاء، كما منعوا إقامة حفل تخرج في جامعة صنعاء بسبب رعاية الرئيس السابق لهذا الحفل.
هجوم الحوثيون الذين دخلوا صنعاء بتساهل من قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي الموالية للمخلوع قوبل بهجوم اخر من نشطاء وأعضاء في حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده صالح والذين أكدوا انه لولا قوات الحرس الجمهوري المدربة لما تمكن هؤلاء من إطلاق صاروخ واحد باتجاه الأراضي السعودية
فساد الحوثيين
فساد الحوثيين لم يقتصر على حلفائهم اتباع الرئيس المخلوع بل امتد إلى نشطاء كانوا يؤيدون هذه الجماعة عند الانقلاب على الشرعية وقالوا إن ممارسات الانقلابيين والاستيلاء على الوظائف وتعيين أشخاص غير مؤهلين لم يسبق لها مثيل، وتحدثوا عن ثراء فاحش ظهر على من يسمون أنفسهم مندوبو اللجنة الثورية في الجهات الحكومية.
وظهرت نتائج هذا الفساد من خلال الانهيار الكبير في سعر العملة الوطنية وإيقاف البنك المركزي موازنة الجهات الحكومية بشكل كامل باستثناء رواتب الموظفين وهو اليوم يواجه صعوبة في دفع هذه المرتبات، وارتفاع أسعار وقود السيارات والطبخ المنزلي بنسبة زادت على مائة في المائة، في حين انهم برروا اجتياح العاصمة والانقلاب على الشرعية برفض زيادة أسعار الوقود.
المراقبون يَرَوْن أن هذه الخلافات سوف تتصاعد رغم محاولة البعض إنكارها، وان من شأنها أن تصدع جبهة الانقلابيين إذ يحافظ الرئيس السابق بعشرات الآلاف من الجنود الذين تم تدريبهم بدعم دولي لمحاربة الإرهاب ولكنه استخدمهم في الانقلاب على الشرعية ومهاجمة الأراضي السعودية، كما انه فتح مخازن أسلحة الجيش للانقلابيين الحوثيين ومكنهم من أسلحة ثقيلة واستراتيجية مثل أسلحة الصواريخ والمقاتلات الحربية.
اقتحام
اقتحم مندوب الحوثيين في جامعة صنعاء أول من امس حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية التربية ومزّق اللوحة الخاصة بالاحتفال لأنها تحمل عنوان الوفاء للرئيس المخلوع ومنع الاحتفال وهدد المشاركين في إعداده بالاعتقال إن لم يرضخوا لذلك القرار، ورغم دعوة أعضاء حزب صالح لوقفة احتجاجية على ذلك التصرف إلا انهم عدلوا عنها بعد تهديدات اخرى بمنع هذه الوقفة بالقوة.
