قال محمد المقبلي، الكاتب اليمني ورئيس قطاع الطلاب في مجلس شباب الثورة اليمنية: إنه على السياسات الخليجية أن تعيد حساباتها التاريخية، وكذلك منظومة المجتمع الدولي والعقل العربي، وأن يسأل الجميع نفسه سؤالًا مهمًا: "لماذا تفجر العنف في سوريا وفي ليبيا؟.. ولماذا خرجت داعش.. ومن السبب في ذلك؟، وسيجد أن السبب الرئيسي هو الديكتاتوريات الاستبدادية، التي قصفت الحرية بالبراميل المتفجرة وبصواريخ سكود وبالطائرات.
وأضاف "المقبلي"، في حوار معـ"شؤون خليجية"، أن من يصنع العنف الآن في المنطقة هو استبداد الأنظمة، فالاستبداد السياسي والفكري والتطرف في الوطن العربي، هو الذي أدى إلى التطرف، في حين أن التطرف الديني عليه عامل بسيط جدًا، مشددًا على أن كل أشكال التطرف إنما تولد في سجون التطرف السياسي والأنظمة الاستبدادية.
وأكد أنه لم يعد في مصلحة أي دولة إقليمية الآن، رعاية الانقلابات الفاشية في دول الربيع العربي، لأنها باتت اليوم بين خيارين أساسيين: إما مساندة التحول الديمقراطي في الربيع العربي، أو أن الأوطان ستنفجر كما حدث في ليبيا وسوريا، مشيدًا بخطوة المملكة السعودية غير المسبوقة، في مناهضة الانقلاب الحوثي في اليمن، بعد أن كانت من أشهر قليلة راعيًا أساسيًا ضد التحولات في دول الربيع العربي.
وطالب الكاتب اليمنى، كل الدول العربية والخليجية، ليس بمساندة الشعب اليمني، وإنما بمساندة منظومة الأمن الوطني الذي يتعرض لتهديد تاريخي على يد إيران.
وأوضح أنه من أهم فوائد الربيع العربي أنه أنقذ المنطقة من الغول الإيراني، الذي كان علي وشك ابتلاعها، في ظل غياب الثقة بين الشعوب والأنظمة، وأن عام 2011 جاء ليشكل اليقظة الشعبية لحماية منظومة الأمن العربي من الاختراق الإيراني المرتقب، على الأقل من قبل الشعوب.
وأشار "المقبلي" إلى أن دور مجلس التعاون الخليجي في الأزمة اليمنية ايجابي في المرحلة الراهنة وخاصة السعودية، مشددًا على أن أي تقويض للعملية السياسية في اليمن، سيقوض منظومة الأمن الإقليمي في المنطقة كلها، والجزيرة العربية بشكل خاص.
دور الشباب في ثورة اليمن
وعن دور شباب الثورة اليمنية في الخروج من الأزمة الحالية، ومواجهة الانقلاب الحوثي واستكمال ثورته، قال رئيس القطاع الطلابي بمجلس شباب الثورة: "إنه من البداية والشباب ينتهجون النهج السلمي، وهم ومناهضون للعنف، والشباب في صدارة المشهد منذ ثورة 2011 وحتى الآن، وكان من أوائل من تعرض للاعتقال طلاب جامعة صنعاء، ولن يتوقفوا عن الحراك حتى يحدث توازن حقيقي في البلاد" .
وأضاف: "الشعب اليمني كله ضد انفراد أي فصيل بالسلطة، ونحمد الله أن الانقلاب أتى على يد مليشيات الحوثي المسلحة، وليس على يد الجيش– فبالتالي ليست لها شرعية، كما أن ترويضها سيكون له أهمية في المحافظة على السلم العام".
اتهامات الجيش بالتواطؤ
وحول الاتهامات التي توجه للجيش بالتواطؤ وضلوعه في انقلاب الحوثي على السلطة الشرعية، أوضح "المقبلي": "إن الجيش بالأساس وطني، ولكن المشكلة تكمن في هرم قياداته العليا الموالية للنظام السابق، ولا نستطيع القول إن لدينا مؤسسة عسكرية ضخمة، إنما تعتبر تشكيلًا مسلحًا متوسط الحجم، ومن الصعب القول: إن الجيش هو سبب رئيسي في الانقلاب".
وتابع: "جيشنا الجمهوري هو جيش ثورتي سبتمبر وأكتوبر، تعرض لعملية إقصاء وإبعاد تاريخية، وتم تدمير قياداته الوطنية واغتيالهم، والموجود الآن بنية جيش لها هرم أساسي ولاءه شخصي وليس للوطن"
وصول (هادي ) لعدن وتصحيح العملية السياسية
وعن انتقال الرئيس الشرعي عبد ربه هادي إلى مدينة (عدن) جنوب البلاد، ومدى تأثير ذلك علي الوحدة اليمنية للشعب اليمني، وهل سيفيد العملية السياسية وجود عاصمتين، قال "المقبيلي": "بالعكس وصول الرئيس هادي إلى عدن، هو مؤشر جيد جدًا وبداية لتصحيح العملية السياسية بشكل واضح وصريح، وبداية العمل من (عدن) سيساعد على ضخ الدماء في العملية السياسية من جديد، فالدولة تحتاج إلي إنعاش الآن، ونقل العاصمة من صنعاء إلى عدن مؤقتًا من شأنه أن يهيئ للتحولات السياسية في الفترة المقبلة".
وتابع قائلًا: "فاليمن على وجه الخصوص غير باقي الدول، فالتوازن بين كل القوى ضروري ولصالح التغيير، فالقوى التاريخية الأكبر حجمًا في البلاد مع الثورة ومع التغيير، وهذه الكتلة مازالت تتحرك خارج سيطرة الحوثي".
وأكد أن: "مليشيات الحوثي مازالت لا تنتشر في العمق الإستراتيجي للدولة، حيث الثورة الطبيعية والثورة البشرية، إنما تنحصر في العمق الجغرافي الصخري، والذي تتسم تضاريسه السياسية بالبنية (غير الوطنية)– إن صح التعبير– فهي عبارة عن عصبيات ذات امتداد عميق في بنية النظام السابق".
وأشار "المقبيلي" إلى أن السياسة والاقتصاد والدبلوماسية أوراق مهمة جدًا في العملية السياسية خلال المرحلة المقبلة، وفي إخراج الحوثيين من صنعاء، كذلك سيلعب الدعم الإقليمي للشرعية دورًا بشكل واضح وصريح في ذلك، مشددًا على أن المواجهة المسلحة المحتدمة مع المليشيات المسلحة غير مفيدة، ولكن قد تنجح من خلال عمليات خاطفة في قلب صنعاء.
وعن تقييم شباب الثورة لأداء الرئيس (هادي)، أوضح: "إنه لم يكن بالطبع على المستوى المطلوب، ولكن له أسبابه في الحقيقة، فلم يمتلك الأدوات كاملة، ولم يستطع تحويل ولاء الجيش مثلًا بين يوم وليلة، من ولاء لأشخاص إلى ولاء لمؤسسات الدولة، كما أن بنية المؤسسة العسكرية ضعيفة بالأساس"، معبرًا عن تفاؤله بالوضع الجديد، وأنه في صالح التحول الديمقراطي بالبلاد.





