2025/11/09
تراث اليمن يُدمّر في صنعاء.. الحوثيون يحمّلون إسرائيل مسؤولية إتلاف 34 قطعة نادرة

قالت الهيئة العامة للآثار والمتاحف في صنعاء الخاضعة للحوثيين إن مجمع المتحف الوطني في ميدان التحرير (وسط صنعاء)  تعرض لأضرار جسيمة جراء غارات جوية إسرائيلية قرب مبناه في 10 سبتمبر، ما أدى إلى تدمير أجزاء واسعة من مرافقه وتلف 34 قطعة أثرية نادرة تعود إلى عصور ما قبل الميلاد، بينها تمثال "سيدة البخور" البرونزي الشهير من القرن الخامس قبل الميلاد.

وذكرت الهيئة في تقرير لها أن الضربات أحدثت أضراراً إنشائية كبيرة بمباني دار السعادة ودار المالية، وهما من أقدم مباني المجمع الذي يضم عدة مرافق تاريخية منها دار الشكر والمكتبة الشرقية. 

وأوضحت أن الجدران تصدعت بالكامل، وتضررت النوافذ والأبواب والمشربيات الخشبية، فيما تحطم أثاث المكاتب وقاعات العرض والمكتبة.

وأضافت أن الفرق تمكنت من انتشال 218 قطعة أثرية من تحت الركام، فيما بقيت 483 قطعة داخل صناديق عرض سليمة نسبيًا. كما سجلت الهيئة تلف 13 نقشاً حجرياً في قاعة النقوش القديمة، و4 قطع في قاعة حضرموت، و11 قطعة في قاعة سبأ، بينها تمثال "سيدة البخور" الذي تكسرت أذرعه نتيجة شظايا القصف، إضافة إلى كسر جزئي في تمثال الوعل البرونزي في قاعة معين.

وفي القسم الإسلامي، لحقت أضرار بعدد من المسكوكات وكسوة الكعبة نتيجة الغبار والاهتزازات، فيما تحطم عدد من صناديق العرض في قاعة عبدالقادر بافقيه، مما أدى إلى تلف سهم برونزي بفعل الصدأ. 

وتضررت مخازن المتحف التي تضم آلاف القطع الأثرية بعد اختراقها بشظايا الصواريخ، وأصيبت قطع تراثية من العاج والبرونز والملابس التقليدية.

وقالت الهيئة إنها شكلت لجنة طوارئ ميدانية لجرد القطع الأثرية واستعادتها من بين الركام، في حين باشرت وزارة الاتصالات (في حكومة الحوثيين) إصلاح منظومة كاميرات المراقبة والألواح الشمسية المتضررة، وأُغلقت النوافذ المهدمة في دار السعادة بالأحجار والأخشاب بشكل مؤقت لحماية المقتنيات المتبقية.

وكتب الخبير في شؤون الآثار عبدالله محسن على صفحته في "فيسبوك" أن تمثال "سيدة البخور" تضرر وتكسرت أيديه جراء القصف، واصفًا المشهد بـ"المؤلم"، مشيراً إلى أن التمثال "من روائع البرونز اليمني القديم ويُعد من أهم القطع الفنية في المتحف الوطني".

وأضاف محسن أن التمثال تضرر إلى جانب 33 قطعة أثرية أخرى، مؤكداً أن "الآثار اليمنية تُدمَّر بفعل القصف والعبث والتهريب، ولا حامي لها".

وقال أحد مسؤولي المتحف إن ما حدث يشبه "زلزالاً صناعياً ضرب ذاكرة اليمن الثقافية"، مضيفاً أن "الخسائر لم تقتصر على المباني بل طالت التاريخ نفسه، الذي تجسده مئات القطع التي تحكي قصة الحضارة اليمنية القديمة".

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://www.mandabpress.info - رابط الخبر: https://www.mandabpress.info/news70308.html