2025/10/10
قائد وشهيدان جمهوريان.. صورة تختزل ملامح مدرسة البطولة والفداء في مواجهة الإرهاب الحوثي

تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قديمة تجمع ثلاثة قادة عسكريين بارزين في معركة اليمنيين الوجودية ضد "الإماميين الجدد"، ممثلين بمليشيا الحوثي الإرهابية، مشيرين إلى الفرقة الأولى مدرع كمدرسة في التضحية والوطنية، وصانعة لأبطال الجمهورية.

الصورة التي تداولها النشطاء بالتزامن مع حلول الذكرى التاسعة لاستشهاد اللواء الركن عبدالرب الشدادي، قائد المنطقة العسكرية الثالثة، في السابع من أكتوبر 2016، يظهر فيها إلى جانب الشدادي، الذي كان شابًا حينها، العميد حميد القشيبي، الذي سبق الجميع في مواجهة المليشيات، واستشهد في يوليو 2014 وهو يصد مع ثلة من رفاقه في اللواء 310 التابع للفرقة الأولى، جحافل الحوثيين التي حاصرت عمران لأشهر قبل اجتياحها العاصمة صنعاء عقب استشهاد القشيبي ورفاقه.

وإلى جانب الشهيدين الجمهوريين، يظهر اللواء الركن علي محسن صالح، الذي كان حينها قائدًا للفرقة الأولى مدرع والمنطقة الشمالية الغربية، وأحد الأبطال الذين وقفوا في مواجهة المليشيا مع قلة من رفاقه، في وقت كانت فيه معسكرات ووحدات عسكرية أخرى تمهد لتقدم الجماعة وتساندها بالسلاح في انقلابها المشؤوم في 21 سبتمبر 2014م.

مدرسة الجمهورية كما يبدو في الصورة التي التُقطت خلال تسليم جوائز دوري رياضي بمقر الفرقة الأولى، يظهر الشهيدان القشيبي والشدادي إلى جانب قائدهما الأحمر، الذي خاض معهم، وبعد استشهادهم، وعلى مدى سنوات، معركة شرسة ضد المليشيا، كنائب للقائد الأعلى للقوات المسلحة أولًا، ثم نائبًا لرئيس الجمهورية، وما زال يخوض المعركة حتى اليوم، كما جاء في بيانه المرحب بقرار الإقالة وتسليم السلطة لمجلس القيادة الرئاسي.

واعتبر النشطاء أن الصورة تحمل دلالات وطنية عميقة، إذ جمعت ثلاثة من أبرز رموز المؤسسة العسكرية اليمنية الذين ارتبطوا بمسيرة الدفاع عن الجمهورية في وجه الانقلاب الحوثي، وثبتوا على مبادئهم الوطنية، وبرّوا باليمين العسكري والعهد الذي قطعوه في ميدان التدريب بالفرقة الأولى مدرع.

وأكد النشطاء أن هذه الصورة تختزل إرثًا وطنيًا ومؤسسيًا، وتعيد تسليط الضوء على الدور المحوري للفرقة الأولى مدرع في تشكيل وعي القيادات العسكرية، وتعزيز قيم الفداء والانضباط الوطني.

وأشاروا إلى ما وصفوه بـ"المدرسة الأولى للوطنية والجمهورية"، والقلعة التي صمدت في وجه المليشيا، وبسقوطها وتخاذل قيادات سياسية وعسكرية، تمكنت المليشيا من اجتياح العاصمة صنعاء. مؤكدين أن الفرقة ومنتسبيها كان لهم، وما زال، الدور الأبرز في مقارعة المليشيات وإحباط مشروعها الإرهابي والطائفي في اليمن.

الأحمر كملهم الصحفي عدنان الشهاب، نائب رئيس تحرير "يمن ديلي نيوز"، أحد النشطاء الذين تداولوا الصورة، كتب على حسابه في فيسبوك: "الفندم علي محسن مدرسة في الوطنية والفداء والتضحية وحب الوطن والتعليم، وهو من شجع كثيرًا من منتسبي الفرقة على مواصلة دراستهم الجامعية."

وأضاف الشهاب، معلقًا على الصورة: "يظهر بجوار الفريق شهيدان ضحّيا بنفسيهما دفاعًا عن الجمهورية: الشهيد القائد اللواء الركن حميد القشيبي، قائد اللواء 310 بعمران، والفريق الركن عبدالرب قاسم الشدادي، قائد المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب".

وأشار إلى شهداء آخرين من "خريجي مدرسة علي محسن"، منهم الفريق الركن أمين الوائلي، قائد المنطقة السادسة، والفريق الركن ناصر الذيباني، رئيس هيئة العمليات، وأبو محمد شعلان (تلميذ الشدادي)، وغيرهم من القيادات والضباط والصف والجنود من منتسبي رئاسة الفرقة الأولى مدرع والمنطقة العسكرية الشمالية الغربية سابقًا (السادسة حاليًا).

واستدرك قائلًا: "معظم الشهداء ممن قضوا كانت تربطهم علاقة بالأخ القائد الفريق الركن علي محسن، حفظه الله وأطال في عمره حتى يرى صنعاء محررة ونحتفل معه بعرض عسكري في ميدان السبعين، وآخر برئاسة الفرقة، إن شاء الله، وعسى أن يكون قريبًا".

الحقيقة الواضحة بدوره، كتب الصحفي وديع عطا: "الحقيقة التي يقفز عليها البعض – لأسباب سياسية أو نفسية بحتة – هي أن أبرز أبطال الجمهورية ورموز الشرف العسكري ينتمون إلى مدرسة الفرقة الأولى مدرع، بقيادة القائد الوطني الكبير علي محسن الأحمر".

وأضاف: "هذا الرجل تتعزز قيمته الحقيقية ببطولات وتضحيات رفاقه وتلاميذه من أبطال الجيش الوطني في مختلف ميادين الدفاع عن ثوابت الجمهورية".

وختم منشوره بالقول: "في الصورة يقف إلى جواره الشهيدان البطلان: القشيبي والشدادي، حراس الجمهورية الثانية، رجال لم يخونوا الوطن." مؤكدًا أن هذه الحقيقة يرفض البعض الاعتراف بها.

أما الإعلامي محمد الظبياني، فكتب: "صورة تجمع الشهيدين الشامخين عبدالرب الشدادي وحميد القشيبي مع القائد الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر." متسائلًا: "أي مدرسة وطنية انتمى إليها الشهيدان، حتى يصنعا لنا هذا المجد والثبات والإلهام والتضحيات؟"

وأكد النشطاء الذين تداولوا الصورة ومقاطع فيديو تجمع الشهيدين مع الفريق الأحمر، أن دماء القادة العسكريين الذين قضوا دفاعًا عن الجمهورية، وتضحيات رفاقهم الذين يواصلون المعركة، هي ثمرة مدرسة عسكرية وطنية غرست فيها قيم التضحية والولاء، وبذل الغالي والنفيس في سبيل الذود عن مكتسبات الوطن والتمسك بثوابته.

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://www.mandabpress.info - رابط الخبر: https://www.mandabpress.info/news70205.html