2014/12/23
"مندب برس" يستطلع رؤية سياسيين لمستقبل اليمن في ظل العنف المتصاعد

يعيش اليمنيون توجساً قلقاً، جراء غياب الدولة وسيطرة أنصار الله الحوثيين ،  التفجيرات المتكررة في محافظات الجمهورية، والتي كان آخرها التفجيرات في مدينة الحديدة و قلب صنعاء القديمة .

وتأتي التفجيرات التي تبناها تنظيم القاعدة  كرد على سيطرة جماعة الحوثي بقوة السلاح على العاصمة صنعاء واجهزة الدولة المدنية والعسكرية ومحاولتها التوسع ، وفرض واقع جديد داخل مؤسسات الدولة .

وبين السيطرة والرفض يعيش المواطن اليمني مرحلة خوف شديد على مستقبل بلده في حال استمر الصراع ولم تتوقف جماعة الحوثي عن بسط نفوها بالقوة وكذا التزامها باتفاقية السلم والشركة والتي تنص على سحب مسلحيها وسيطرة الدولة على جميع المحافظات .

ابتلاع دولة

ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي رشاد الشرعبي ان الحوثي من خلال مسلحيه يقود اليمن الى حالة تشظي جراء ضربه للمؤسسة الامنية والعسكرية وابتلاع الدولة من داخلها مع اقامة مؤسسته العسكرية والامنية والقضائية البديلة لمؤسسة الدولة في وقت واحد.

واكد الشرعبي أن ما تقوم به الجماعة يأتي ببركة تحالفها مع الرئيس السابق علي صالح ، ودعم ايراني ، وتقصير من رئيس الجمهورية عبدربه هادي وتواطؤ اقليمي ودولي .

وفيما يتعلق بالتزام جماعة الحوثي بالاتفاقيات التي تمت بين جميع الاطراف،  يرى الشرعبي أن استمرار الحوثي ومسلحيه في التوسع على المحافظات والسيطرة على مؤسسات الدولة واراضيها وصلاحياتها وواجباتها هو تأكيد واضح على تنصله عن اي اتفاقيات وقع عليها .

واضاف في تصريح لموقع "مندب برس" ان الحوثي تجاوز اتفاقية السلم والشراكة الوطنية التي التزم من خلالها بسحب ميلشياته المسلحة في العاصمة صنعاء ومحافظة عمران، وتمدد الى بقية المحافظات وظهر متحديا اليمنيين والمجتمع الدولي وهو يفرض محافظ للحديدة بدلا عن محافظ سابق صدر به قرار جمهوري، ويظهر ابوعلي الحاكم هو القائد للتنصيب هو من صدر بحقه قرار من مجلس الامن وليس فقط من القضاء اليمني.

البكالي

صراع اجتماعي عميق

من جهته يرى الباحث والمحلل السياسي علي البكالي أن جماعة الحوثي لا يمكن  ان تقدم مشروعاً جامعاً يصح أن يبني عليه اليمنيون حالاً ومستقبلاً،  ولا مشروع لهم سوى الرغبة في السيطرة على السلطة والدولة في آن معاً.

وأرجع سيطرة الحوثي على الدولة الى استغلال أخطاء قوى الثورة الشبابية وإفلاس السلطة وتخبطها ممثلة في الرئيس هادي والذي أقحم السلطة بأدواتها في المعترك السياسي مما ادى الى سقوطها بيد الجماعة .

واشار البكالي الى ان الحوثيين يدفعون باليمن نحو التفكك الاجتماعي كي يتحكموا به  ولكنهم في نفس الوقت يؤسسون من حيث لا يشعرون لقضية وطنية واحدة هي الثورة والنضال ضد أي سلطة عنصرية أو عصبوية مهما كانت.

ورأى ان الحوثيين سيؤسسون لصراع اجتماعي عميق يفضي إلى فشل تام للدولة الوطنية بكل مكوناتها الأمن والاقتصاد والسياسة مما سيحجم من دور الاحزاب السياسية لتحل بدلا عنها النضال الجماهيري والذي بدوره سيقتلع سلطة المليشيات ويؤسس لدولة مدنية حديثة .

وحول مستقبل اليمن يقول الشرعبي، الحوثي يدفع البلد نحو التشظي بعد انهيار الدولة وتفككها ويجر الشعب الى حروب طائفية مذهبية ومناطقية  لتحقيق اهداف سياسية .

واستطرد قائلا الحوثي يعاني من الهوس بالسلطة على اساس الحق الالهي في الحكم ببركة الانتماء للسلالة ويرفض حتى ان يدير الدولة عبر مؤسساتها المختلفة ووفق معايير المواطنة وبالطرق الديمقراطية السلمية بعد ان تمكن منها بقوة السلاح والخيانات والتواطؤات .

 

البخيتي: وجودنا ضامن للإستقرار وبناء الدولة

من جانبه ، دافع عضو المكتب السياسي لأنصار الله الحوثيين، محمد البخيتي عن وجودهم في المدن، معتبرا اياه بأنه ضامن للأمن والاستقرار لانهم اعادوا بناء المؤسسات على استيعاب جميع المكونات السياسية داخل الدولة .

وفي تصريحه لـ"مندب برس" حول اتساع الحروب والتفجيرات التي تتبناها تنظيم القاعدة كرد على سيطرة الجماعة على اجهزة الدولة ،  اوضح البخيتي ان المعارك التي تخوضها جماعته ناتج عن غياب الدولة وتخليها عن واجبها معتبرا التنظيم  مصدر تهديد للمجتمع الدولي ولليمن على حد سواء.

وردآ على تساؤل مراسل مندب برس حول رؤية الجماعة في بناء الدولة قال البخيتي بناء الدولة لابد وان يكون على اساس الشراكة وان يتم الفصل بين الدولة والسلطة  ، موكدا التزام الجماعة بكل الاتفاقيات مشترطا في الوقت نفسه  تطبيق ما اتفق عليه من استيعاب للجماعة داخل اجهزة الدولة حسب قوله .

وبرر قيام الجماعة بواجب الدولة في محاربة ما اسماهم التكفيريين والقاعدة ، بأنها تهدف الى رفع الظلم عن الناس متسائلا امتناع الدولة عن احالة الفاسدين ومحاكمتهم .

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://www.mandabpress.info - رابط الخبر: https://www.mandabpress.info/news1581.html