في انتهاك جديد لحرية الصحافة والتعبير وضمن سلسلة متواصلة من الانتهاكات التي تطال الصحفيين اليمنيين أقدمت ميليشيا الحوثي على توجيه تهديدات مباشرة للزميل الصحفي نافع الوصابي بسبب نشاطه الإعلامي ونشره لآراء ناقدة على منصات التواصل الاجتماعي.
وأكدت مصادر مقربة من الصحفي الوصابي أن عناصر تابعة للجماعة الحوثية قامت بتهديده بشكل صريح محذرين إياه من الاستمرار في نشاطه الإعلامي الذي يتناول تجاوزات وانتهاكات الحوثيين بحق المدنيين مؤكدين له أن الاستمرار في هذا المسار "لن يمر دون عقاب" وتعد هذه الممارسات امتدادا لسياسة ممنهجة تنتهجها الميليشيا لقمع الحريات وتكميم الأفواه عبر استخدام أساليب الترهيب والاعتقال والتهديد والتي طالت عشرات الصحفيين والإعلاميين خلال السنوات الماضية.
ويعد الزميل الوصابي من الأصوات الإعلامية النشطة التي تتابع الأوضاع الإنسانية والسياسية في اليمن وسبق له أن نشر تقارير ومواقف ناقدة لانتهاكات جماعة الحوثي ما جعله هدفاً لهذه الممارسات القمعية. وتأتي هذه الحادثة ضمن سياق أوسع من الاعتداءات والانتهاكات المتصاعدة التي تطال الصحفيين في مناطق سيطرة الحوثيين وسط صمت دولي مقلق وتراجع في مستوى الحماية الممنوحة للعاملين في المجال الإعلامي في ظل غياب سلطة القانون ومحاسبة المنتهكين.
إن التهديد الموجه للزميل الوصابي لا يمس شخصه فقط بل يمثل تهديدا مباشرا لحرية الكلمة وحق اليمنيين في الوصول إلى المعلومة ، وهو ما يستدعي وقفة حازمة من كافة الجهات المعنية بحماية الحريات الصحفية ورفض الممارسات القمعية التي تنتهجها الجماعات المسلحة.
وبهذا الصدد ندعو المنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة وحقوق الإنسان وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومنظمة مراسلون بلا حدود إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية واتخاذ خطوات فعلية وعاجلة لحماية الصحفيين اليمنيين ومحاسبة الأطراف التي تمارس القمع والتنكيل بحق الإعلاميين.